حديث الثقلين

٢
مقدمة دار التقريب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، حمد الشاكرين ، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ،
محمد النبي الأمين ، و على آله الطيبين الطاهرين و صحبه الهداة المهتدين ، و من
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : فهذه رسالة موجزة في تحقيق " حديث الثقلين " ألفها العلامة الفاضل
الشيخ محمد قوام الدين القمي الوشنوي .
و هي على وجازا قد استوعبت جميع روايات هذا الحديث و أسانيده و سلك
فيها مؤلفها سبيل الح كمة و الإعتدال ، و أعرض عن مقام الشحناء و الجدال ،
واستدل على ما قال بأدلة يرتضيها كل من الشيعة و السنة ، ذات أسانيد –كما
ذكر في آخر البحث - " معنعنة متصلة موصولة بواسطة أحد مشايخه الأعاظم –
أدام الله تعالى ظله - الراوي عن علماء الإسلام بفرقهم المتشعبة من الامامية و
الحنفية و الشافعية و المالكية و الحنابلة و الزيدية " .
و دار التقريب حين تنشر هذه الرسالة المهداة إليها ، إنما تنشرها لما يتجلى فيها من
اتفاق بين هاتين الطائفتين العظيمتين من المؤمنين في أصول التشريع ، فإن السنة
المطهرة من أثبت العمد التي يبنى ع ليها أهل الإسلام جميعاً ، و متى صحت الرواية
عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أي طريق ، كان على المؤمنين أن
يتقبلوها راضين ، و أن يترلوا على حكم الله فيها ممتثلين " فلا و ربك لا يؤمنون
حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسِهم حرجا مما قض يت و يسلموا
تسليما " .
دار التقريب
رجب الفرد سنة ١٣٧٤ هجرية ( مارس ١٩٥٥ ميلادية ) .
٣
مقدمة المؤلف :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مظهر الحق و ناصره ، و خاذل الباطل و مبطله ، و الصلاة و السلام
على خير من اصطفاه من خلقه ، محمد خاتم رسله ، و على آله سفن النجاة في أمته ، و
على أصحابه الذين تمسكوا و أخذوا و اعتصموا بثقليه ، و هما " الكتاب " الذي فيه
الهدى و النور ، و هو الثَّقل الأكبر ، و حبله الممدود من السماء إلى الأرض ، و " العترة
" و هي الثقل الأصغر ، أهل البيت ، الذين أذهب الله عنهم الرجس .
أما بعد فهذ ا بحث بمناسبة ما نشر في العدد الرابع من السنة الثانية لة " رسالة
الإسلام " أهديه إلى " دار التقريب بين المذاهب الإسلامية " التي هي مركز الاتصال بيت
أهل العلم و الدين و الأمة ، و العاملة على توثيق الروابط بين سائر الطوائف الإسلامية في
العالم ، يسرني أن يط لع عليه أهل العلم من إخواننا المسلمين في كل طائفة ، فما قصدت
به إلا جلاء حقيقة قد تغيب عن بعض الأذهان ، في شأن حديث وردت به الأسانيد
الصحيحة و الروايات المتعددة في مختلف الكتب و المسانيد ، و هو الحديث المعروف "
حديث الثقلين " ، و أسأل الله تعالى أن ينفع  ذا البحث كاتبه ، و قارئه و مبلغه ، إنه
سميع مجيب الدعاء .
٤
مصادر حديث الثقلين :
هذا الحديث أخرجه أكابر علماء المذاهب قديماً و حديثاً في كتبهم من
الصحاح ، والسنن ، والمسانيد ، والتفاسير ، والسير ، والتواريخ ، واللغة ،
وغيرها.
. صحيح مسلم في الجزء السابع ص ١٢٢
. سنن الترمذي في الجزء الثاني ص ٣٠٧
. سنن الدرامي في الجزء الثاني ص ٤٣٢
مسند أحمد بن حنبل في الجزء الثالث ص ١٤ و ١٧ ، و ص ٢٦ و ٥٩ ، و
في الجزء الرابع ص ٣٦٦ و ص ٣٧١ ، و أيضاً في الجزء الخامس ( صلى الله عليه
. ١٨٩ ، وآله ) ١٨٢
. خصائص النسائي ص ٣٠
. مستدرك الحاكم في الجزء الثالث ص ١٠٩ و ١٤٨ و ٥٣٣
الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب في الباب الأول ص ١١ في بيان
صحة خطبته بماء يدعى خماً ، قال بعد نقل الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه
.
رواه أبو داود و ابن ماجه القزويني في كتابيهما ، و أيضاً في الباب الحادي و
. الستين ص ١٣٠
. الطبقات لمحمد بن سعد الزهري البصري في الجزء الرابع ص ٨٠
. الحلية لأبي نعيم الأصبهاني في الجزء الأول ص ٣٥٥
أسد الغابة لابن الأثير الجرزي في الجزء الثاني ص ١٢ و في الجزء الثالث ص
.١٤٧
العقد الفريد لابن عبد ربه القرطبي في الجزء الثاني في خطبة النبي صلى الله عليه
. و آله و سلم في حجة الوداع ص ٣٤٦ و ص ١٥٨
٥
تذكرة

تذكرة الخواص في الباب الثاني عشر ص ٣٣٢ لابن الجوزي ، قال بعد نقل
قول جده : " و قد أخرجه أبو داود في سننه ، و الترمذي أيضاً ، و ذكره رزين
في الجمع بين الصحاح ، و العجب كيف خفي عن جده ما روى مسلم في
صحيحه من حديث زيد بن أرقم . . . الخ " .
. إنسان العيون لنور الدين الحلبي الشافعي في الجزء الثالث ص ٣٠٨
. ذخائر العقبى لأحمد بن عبد الله الطبري ص ١٦
السراج المنير للعزيزي الشافعي في شرح الجامع الصغير للسيوطي في الجزء
الأول ص ٣٢١ ، و في هامشه أيضاً للشيخ محمد الحفني .
. الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ٢٤
نسيم الرياض الخفاجي في الجزء الثالث ص ٤١٠ ، و في هامشه شرح الشفا
لعلا القاري .
منتخب كتر العمال لعلا المتقي في هامش المسند للإمام أحمد بن حنبل في الجزء
الأول ص ٩٦ و ١٠١ ، و في الجزء الثاني ص ٣٩٠ ، و في الجزء الخامس ص
. ٩٥
الكشف و البيان للثعلبي في تفسير آية الإعتصام ، و في تفسير آية " أيها
·" الثقلان
تفسير الإمام فخر الدين الرازي في تفسير آية الإعتصام في الجزء الثالث ص
. ١٨
. تفسير النظام النيسابوري في تفسير آية الإعتصام في الجزء الأول ص ٣٤٩
تفسير الخ ازن في تفسير آية الإعتصام في تفسير الجزء الأول في ص ٢٥٧ ، و
في الجزء الرابع ، في تفسير آية المودة ص ٩٤ ، و أيضاً في تفسير آية " سنفرغ
. لكم أيها الثقلان " ص ٢١٢
اابن كثير الدمشقي في تفسير آية المودة في الجزء الرابع ص ١١٣ ، و في تفسير
آية التطهير في الجزء ال ثالث ص ٤٨٥ ، و أيضاً في تاريخه في الجزء الخامس أو
السادس في ضمن حديث الغدير .
المواهب العلية لحسين الكاشفي في تفسير آية " سنفرغ لكم أيها الثقلان " .
النهاية لابن الأثير الجزري في الجزء الأول ، و أيضاً في الدر النثير للسيوطي ص
. ١٥٥
لسان العرب لجمال الدين الأ فريقي المصري في الجزء السادس في لغة العترة و
في الجزء الثالث عشر في لغة الثقل و الحبل.
القاموس د الدين الشيرازي في لغة الثقل .
تاج العروس لمرتضى الزبيدي في الجزء السابع في لغة الثقل .
منتهى الأرب لعبد الرحيم الصفي بوري في لغة الثقل .
شرح ج البلاغة لابن الحديد المعتزلي في الجزء السادس في معنى العترة ص
. ١٣٠
. مدارج النبوة لعبد الحق الدهلوي ١ ص ٥٢٠
و قال شيرويه الديلمي في كتاب فردوس الأخبار : إني تارك فيكم الثقلين
كتاب الله فيكم حبل من اتبعه كان على الهدى و من ترك كان على الضلالة و
أهل بيتي أذكركم في أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يعني الأخذ ما
ثقيل . و قال مجد الدين بن الأثير الجرزي في جامع الأصول سمى النبي (ص)
١ قال الشيخ عبد الحق ا لدهلوي في اللمعات في شرح المشكاة : سمي ( صلى الله عليه وآله ) الكتاب و
العترة الثقلين ، لأنه يستصلح الدين ما و يعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين ، إلى أن قال و الظاهر أن المراد بأهل
البيت هاهنا أخص من أولاد الجد القريب و هم بنو هاشم ، بل أولاده و ذريته ، و ا لعترة أعم من ذلك فافهم
.(العبقات) .
٧
القرآن العزيز و أهل بيته ثقلين لأن الأخذ ما و العمل بما يجب لهما ثقيل . و
قال مسعود بن عمر التفتازاني في شرح المقاصد ألا ترى أنه (ص) قد قرم
بكتاب الله تعالى في كون التمسك ما منقذا من الضلالة و لا معنى التمسك
بالكتاب إلا الأخذ بما فيه من العلم و الهداية فكذا في العترة . و قال السيوطي في
الدر النثير في لغة الثقل إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي سماهما لعظم
قدرهما و يقال لكل نفيس خطيرة : ثقل ، أو لأن الأخذ ما و العمل ثقيل (
العبقات) .
المناقب المرتضوية لمحمد صالح الترمذي الكشفي ص ٩٦ و ٩٧ و ١٠٠ و
. ٤٧٢
. مفتاح كنوز السنة ص ٢ و ٤٤٨
. مصابيح السنة للإمام البغوي الشافعي في الجزء الثاني ص ٢٠٥ و ٢٠٦
. ابن حجر في الصواعق ص ٧٥ و ٨٧ و ٩٩ و ٩٠ و ١٣٦
. إسعاف الراغبين في هامش نور الأبصار للشبلنجي ص ١١٠
ينابيع المودة لسليمان بن إبراهيم البلخي الحنفي ص ١٨ و ٢٥ و ٣٠ و ٣٢ و
. ٣٤ و ٩٥ و ١١٥ و ١٢٦ و ١٩٩ و ٢٣٠ و ٢٣٨ و ٣٠١
العلامة الكبير شمس سماء العلم و الجلالة و مجدد مذهب الإمامية ، السيد مير
حامد حسين الهندي ، أعلى الله مقامه ، قد رواه عن جماعة تقرب من المائتين من
أكابر علماء المذاهب ، من المائة الثانية إلى المائة الثالثة عشرة ، و عن الصحابة و
الصحابيات ، أكثر من ثلاثين رجلاً و امرأة كلهم رووا هذا الحديث الشريف
عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هذا هو الحديث برواياته المتعددة :