ومعناه لغة: تحويل الشئ عن وجهه وتحويل الشئ ظهرًا لبطن، واصطلاحًا: جعل حرف مكان ءاخر مع الإخفاء لمراعاة الغنة.
وحقيقته أن النون الساكنة والتنوين إذا وقعتا قبل الباء يقلبان ميمًا مخفاة في اللفظ من غير إدغام وتشديد، على أن فيه غنة، ومقداره حركتان. وذلك نحو: {مِنْ بعد} و: {أنْبِئهم} و: {عليمٌ بذاتِ الصدور}.
والعلة في ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومؤاخية للباء لأنها من مخرجها، ومشاركة لها في الجهر والشدة، فلما وقعت النون قبل الباء تعذّر إدغامها فيها لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء.
أما إدغام الباء في الميم فهو حسن، وقد قرئ في قوله تعالى: {ارْكَب مَعنا}، ولا بد من إظهار الغنة لأنك أبدلت من الباء ميمًا ساكنة، وفيها غنة.